روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | لا أطيق النظر.. في الوالدين!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > لا أطيق النظر.. في الوالدين!


  لا أطيق النظر.. في الوالدين!
     عدد مرات المشاهدة: 2281        عدد مرات الإرسال: 0

سلام الله ورحمته تعالى وبركاته، بعد الشكر الجزيل للقائمين على الموقع، أرجو أن تساعدوني في إيجاد حل مناسب لوضعيةأتخبط فيها منذ ان وعيت على الدنيا، فأنا فتاة أبلغ من العمر 37 سنة

عشت مع والدين لا يطيق أحدهما الأخر وكل يوم كان ببيتنا صراخ وشتم وسب والذي يصل في غالب الأحيان إلى الضرب ولا أبالغ إن قلت أن البيت كان أشبه بجهنم ولا وجود للمودة والرحمة بين والدي ففاقد الشيء لا يعطيه ماداما معا لم ينعما بحنان الوالدين

كنت أستحي الخروج للعب مع رفيقات الحي وأتحاشى النظر بعين الجيران خجلا وتفاديا للأسئلة التي كان عقلي لا يستوعبها لصغر سني حول أسباب الشجار الدائم علما أنني كنت الابنة الوحيدة

استمر الأمر على ماهو عليه وفي كثير من الأحيان كانت والدتي تعنفني وتضربني بقسوة وترسلني للجيران بحجة أن أجلب لها شيء من عندهم ليروا دموعي وتتفاخر هي بتربيتي وهذا كان يولد لدي شعورا بالانكسار وكنت اترجاها ألا تفعل ذلك، إلا أنها تصر على إرسالي بدموعي

على العموم ازدادت المشاكل بين والدي وممت زاد الطين بلة إنجاب والدني لطفل معاق، صحيح أننا جميعنا رضينا بالقضاء والقدر لكن مسألة انفصال والدي لم تعد واردة، دراستي كانت متعثرة نظرا لعدم وجود جو يساعد على التحصيل

علما أن والدي لم يسالني أبدا عن المواد التي كانت صعبة لدي او حتى عن ميولاتي واهتماماتي، وعند إستكمال دراستي الجامعية طلب مني والدي أن أشتغل وعندما رجوته أن أكمل دراستي رفض كليا وألزمني على العمل بأجر زهيد مع انه لم يكن بحاجة بعملي

وما إن استلمت راتبي الأول حتى أخلى مسؤولياته اتجاه أمي وأخي المعاق، فتكلفت بنفسي بأمي وأخي وبكثير من أمور البيت وكنت أحسن معاملته وأجاهد نفسي وأشتري له الهدايا والملابس رغم ضعف راتبي

ومع ذلك كان يطالبني في بعض الأحيان بأن أعطيه النقوذ وعندما أقول له بأن راتبي صرفته على متطلبات البيت كان يهدنني بالطرد ويحاول في بعض الاحيان استفزازي لأرحل عنه لكنني كنت أقاوم لأنني فتاة ويصعب على الخروج للشارع

ورغم هذا كله وبعد أن أتيحت لي الفرصة للعمل بمكان أخر وبراتب متوسط وعندما حاولت أن أحلم بمستقبل أفضل فإن والدي لم يترك لي المجال فطلب مني اكتراء منزل أكبر مع العلم أن لديه منزل ملك له ومكون من ثلاث طوابق فأرسل امي واخي للعيش معي وتنصل من مسؤوليتاه كاملة وحملني ما لا أطيق

وأصبح يرفض أن نذهب لمنزلنا كل مرة يأتي بعذر، وذات مرة وفي العطلة الصيفية ذهبنا فطردنا بدم بارد وبدون سبب، كما أنه يرفض تزويجي ويعتذر للخاطبين دون علمي

وعندما تقول له والدتي أدعو الله أن يكرمها بابن الحلال يجاوبها ساعتها ابحثي عن مكان تعيشين فيه ويقول لي كيف تريدينني أن أهدي خيري لغيري مما يجعلني أرفض من يتقدم ولا أتركه يصل للمنزل حتى لا يرى حالنا

وكذلك لأن والدتي كثيرة التذمر من والدي وتقول لي أنها لا تطيق العيش معه وأنها لن تتحمل أكثر فلا أجد من حل سوى التضحية بنفسي ليعيش والدي كما يريدان دون أي اعتبار لي فما أنا إلا شيء صنعاه ليكسرانه

علما أنني أصبحت وفي كثير من الأحيان لا أطيق حتى النظر في وجهيهما، فهما يطلبان أكثر مما قدما ليس ماديا أعني ولكن معنويا عاطفيا ونفسيا، أعتذر على الإطالة وأرجو النصح والمشورة، وجزاكم الله ألف خير

بسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله.

حياكِ الله أختي الكريمة.

لم أملك مع آخر تنهيدة أطلقتها مع آخر سطر في رسالتكِ إلا أن أقول
إنا لله و إنا إليه راجعون.

سبع و ثلاثين عاماً مرت من حياتكِ على هذا النحو، أُبتليتِ فيها، ولحكمة لا يعملها إلا المولى سبحانه بالعيش بين اثنين من البشر، لا يكره كلاهما الآخر فقط، بل يكره كل منهما نفسه قبل أي كائن آخر.

ومثل هذه الشخصيات المريضة، لا يزيدها خضوع مثل خضوعك إلا افتراءً و تجبراً و ظلماً و بخساً لحقوق الآخرين، فلا ادري لماذا استجبتِ لوالدك منذ بداية تسلمك لراتبك بما طلبه منكِ؟
كنت أتمنى منكِ الرفض و الوقوف في وجهه بشدة و حزم، مع الاحتفاظ بحقه في عدم إيذاءه بأي لفظ او فعل، استجابة لأمر الله و حده بحفظ برهما و إن ظلما، و إن كانا على الكفر حتى.

فليس بمستغرب إذن ان يصل ابتزازه لكِ إلى هذا الحد.

أعلم أن سوء تربيتهم لكِ، ربما أورثكِ نوع من ضعف الشخصية و عدم الثقة بالنفس، لكن إلى متى، تضيع حياتك و يضيع عمرك، و ما يطلبه هذا الأب لا علاقة له بالبر من قريب أو بعيد.

لكِ ولوالدتك كامل الحق في بيتكم القديم و أرجو ان تتمسكي بحقك هذا، و ان تستعينِ بالحكماء من الأقارب و الأصدقاء، فإن لم يستجب، فأرى انكِ مقصرة في حق نفسك إن لم تلجئي للقضاء لحفظ حقك وحق والدتك وأخيك في البيت و النفقة عليكم، وحقك في الزواج وعدم منعكِ منه.

و قبل هذا استعيني بالله تعالى في قضاء حاجتكِ و تضرعي إليه بالدعاء ليل نهار كي يدبر لكِ أمرك و يسخر لكِ الأسباب و يلين لكِ القلوب، فهي بيده وحده سبحانه يقلبها كيف يشاء.

ثقي بالله تعالى، ثم ثقي بنفسك و دافعي عن حقوقك و لا تتهاونين فيها.

سددك الله و يسر لكِ كل عسير وواصلينا بأخبارك.

الكاتب: أ. غادة أحمد حسن

المصدر: موقع المستشار